نقلاً عن العربية نت: (الملك عبد الله يأمر بإعانة مالية)

السعودية.. الملك عبد الله يأمر بإعانة مالية تخفض أسعار الأرز و حليب الأطفال

قدم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز دعما جديدا لإعانة المواطنين -المستهلكين- أمام ارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية المستوردة؛ إذ أصدر أمرا بإعانة مقطوعة لسلعة الأرز المستورد بواقع ألف ريال لكل طن (الدولار = 3.75 ريالات)، فيما قفز حجم إعانة حليب الأطفال إلى خمسة أضعاف ليصبح 12 ريالا للكيلو غرام الواحد.

وأوضح وزير المال والاقتصاد الوطني د. إبراهيم العساف، في بيان نشرت جريدة "الحياة" اللندنية ملخصه يوم الأحد 9-12-2007 أن التوجيهات شملت أيضا تكليف اللجنة الوزارية للتمويل بوضع الضوابط اللازمة، ومتابعة تنفيذ هذه التعليمات ومراقبتها، وأشار البيان إلى أن ذلك لما تمثله هاتان السلعتان من أهمية خاصة في كلفة معيشة المواطنين.

وقوبل القرار بارتياح كبير من جانب المواطنين الذين تمنوا أن يروا انخفاضا سريعا في الأسعار بعد أن طالت موجة "الغلاء" السلعتين الرئيسيتين، غير أن بعضهم أبدى تشاؤما حيال ذلك القرار بسبب ما وصفوه بغياب الرقابة على الأسعار وجشع التجار، كما أشار البعض إلى مخاوف من قصر تطبيق القرار على السلع التي سيتم إستيرادها بعد صدور القرار وليس المخزونات السابقة لأن معنى ذلك إستمرار إرتفاع لوقت اطول.


وقال تجار أرز ومستوردون سعوديون إن أسعار الأرز ارتفعت في الأسواق العالمية هذا الموسم بسبب زيادة الطلب وقلة الإنتاج بسبب الطقس، وهو ما انعكس على السوق السعودية، التي سجلت زيادة كبيرة ، وتبلغ واردات السعودية من الأرز سنويا مليون تقريبا بقيمة مليار دولار . وتوقع تاجر أرز رفض ذكر اسمه، تطبيق القرار خلال أسبوعين بعد أن تبلغه وزارة التجارة للتجار، وتحديد آلية التنفيذ. لكن التاجر أوضح أن تراجع سعر الأرز يتوقف على ما إذا كان الدعم سيطبق على الأرز الذي تم استيراده في الفترة الماضية، أم خلال الفترة المقبلة، لأنه في الحالة الأولى من المتوقع تراجع سريع في الأسعار، ولكن لو طبق على التعاقدات المقبلة فمن المستبعد أن يتراجع سعره في الوقت الراهن. وقال أحد مستوردي الأرز وعضو اللجنة الغذائية في غرفة تجارة الرياض محمد الشعلان ، إن القرار الملكي سيساعد في تراجع الأسعار، خاصة وأن الأرز عنصر رئيسي في المطعم السعودي. وقال عضو اللجنة الغذائية في غرفة تجارة الرياض عمر بابكر "إن سلعة الأرز شهدت ارتفاعا كبيرا لأسعارها في الأسواق المحلية"، مرجعا ذلك إلى تطورات في الأسواق العالمية. وأوضح بابكر أن سعر طن الأرز البسمتي الفاخر يصل إلى أكثر من خمسة آلاف ريال سعودي، وللأصناف الأقل جودة ما بين 2625 ريالاً وثلاثة آلاف ريال للطن الواحد، وتستورد السوق المحلية ما بين مليون و1.2 مليون طن من الأرز في العام، بقيمة تصل إلى بليون ريال سنويا.


وينفق السعوديون 1.5 مليار ريال سنويا على حليب الأطفال، بعد الزيادات الأخيرة في الأسعار، من خلال استهلاك نحو 75 مليون علبة سنويا بمتوسط سعر 20 ريالا. ووفقا لإحصاءات للأمم المتحدة يبلغ عدد المواليد في السعودية سنويا 622 ألف، ويقول الأطباء عن المولود يستهلك 10 عبوات شهريا في المتوسط، ويبلغ متوسط سعر العبوة الواحدة 20 ريالا. وكانت حمي الأسعار طالت حليب الأطفال في جميع صيدليات السعودية وسجل ارتفاعا غير مبرر بلغ 25 % في المتوسط، في شهر واحد، فعلى سبيل المثال هناك حليب معروف مستورد من هولندا في "علب" حجم 900 جرام كان يباع قبل ستة قبل نحو شهرين بسعر 42 ريالا، ارتفع السعر إلى 50 ريالا، وبعض الصيدليات تبيعه بسعر 52 ريالا، بزيادة نحو 25. وعزا صيدلي هذا الارتفاع إلى ارتفاع سعر اليورو وانخفاض الدولار. وقال الدكتور أحمد شادي استشارى الأطفال بأحد المراكز الطبية، إن هناك طلبا كبيرا على حليب الأطفال الصناعي وخاصة مع ارتفاع نسبة إعداد الأطفال والمواليد في المملكة، منتقدا سلوكيات الاهتمام بالرضاعة الصناعية على حساب الرضاعة الطبيعية، ولاسيما لفوائده للطفل، وننصح الأم بضرورة الحرص الدائم على الرضاعة الطبيعية وخاصة في الشهور الأولى من عمر الطفل. كما انتقد الأسباب التي تسوقها الأمهات لترك الرضاعة الطبيعة، مشيرا إلى أن معظم الأمهات يفضلن الراحة على حساب صحة أطفالهن ويتركن جانبا حاجة الطفل إلى الرضاعة الطبيعية. وطالب الأمهات الاتي ليس لديهن موانع طبية بارضاع أطفالهن، وأن يتقين الله فيهم وفي أزواجهن الذين ينفقون مبالغ عالية على شراء حليب الأطفال بسبب موجة الارتفاع العالمية في الأسعار. وذكر أن نسبة اعتماد الأمهات في السعودية على الرضاعة الصناعية ارتفعت في السنوات الأخيرة لعدة عوامل اجتماعية، منها اقتحام المرأة لسوق العمل بصورة أكبر إلى جانب ارتفاع مستوى دخل الأسرة السعودية.


وقال المواطن بادي العلى إن القرار جاء في وقت مناسب، إذ يواجه المواطنون والمقيمون في المملكة غلاء المعيشة وتبعات التضخم، وهذا القرار قد يساهم في تخفيف الغلاء وخصوصا الكبسة التي لا غني عنها. وأضاف أن حليب الأطفال يكلفنا كثيرا فلدي طفل يستهلك 12 علبة في المتوسط شهريا، وقد حدد لي الطبيب نوعا معينا تجاوز سعره 50 ر يالا بعد أن كنت اشتريه بحوالي 40 ريالا، "تخيل اننى انفق 500 ريال غذاء لولدى محمد، وراتبي كله لا يتجاوز 3000 ريال، من أين آتي باللإجار ومصاريف المنزل ومصاريف تعليم أطفالى الأثنين الآخرين؟". من جانبه، رحب المواطن على المطيرى بالقرار الملكي وقال انه يعبر عن حرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز على التخفيف عن المواطنين، خاصة في المرحلة الحالية التي نشهد فيها غلاء كبيرا. لكن المطيري، أعرب عن تخوفه من عدم تراجع الأسعار بسبب "غياب الرقابة، وعدم التزام التجار وسعيهم إلى تحقيق أعلى المكاسب". ورأى أن الدولة فعلت ما عليها وقدمت الدعم، وعلى التجار أن يلتزموا ويخفضوا السعر على الأقل بمقدار الدعم الحاصل، وأن تقوم الأجهزة الرقابية بدورها في مراقبة الأسعار. وذكر أن حليب الأطفال من الضروريات التي لا يمكن الإستغناء عنها، وخاصة إذا قرر الطبيب نوعا معينا للطفل. أما المقيم محمد حامد (مصري) فقال إنه من خلال فترة وجودة في المملكة منذ أربع سنوات، لم ير غلاء مثل الذى حدث في العام الجاري 2007، فهو طال كل شئ، وهناك دعم لسلع كثيرة وأوامر ملكية بتخصيص دعم وإعانات ولكن تأثيرها يكون محدودا.